ينبوع العطاء
يجد اصحاب الطبائع الراقية لذة في السعي الى هدف ما اكثر مما يهتمون في بلوغه فهم يعملون للعمل لا لشيء اخر مما يكتسب به فكأنهم الشموس المضيئة والينابيع المتفجره همها في ارسال النور واغداق الماء لا مافي تضيئه تلك الشموس او تخصبه تلك الينابيع وهذا هم معظم الابطال والنوابغ الذين يصنعون التاريخ فأن سعادتهم تكون في تحقيق غاية من الغايات اكثر مما هي الغاية نفسها ومثال صادق على هذه المقدمة هي فنانتنا المباركة صبا وذلك بطبيعة الاعمال التي تمارسها او تنهض لتطبيقها بحماسة لاتتغير وهمة لاتنقصها وشموخ لايقصر فهي تسعى دائما وراء ماتحقق من مدى شاسع نحن نراه شاسعاً كبيراً وفي الحقيقة هي تراه خطوات معدودة قطعت من طريقها الطويل الذي لايدرك اخره بطرف او عين زرقاء اليمامه وكما قال الشاعر
على قدر اهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
ان اعمال فنانتنا القديره هي شموس واقماراً وبحار وانهاراً فهي تنقلنا في ادورارها الى وحي الحقيقة بعيداً عن وحي الخيال والتمثيل هي لاشك وبأعتقادي المتواضع انها فنانة بالفطرة اي موهبه وهبها الله لها اضافة الى اكتسابها التعليم الفني مع ما يتناسب من قدراتها وادائها الرائع وهي بعيدة كل البعد عن عاطفة الشعور بالذات وتمجيد النفس وعدم المبالغة بشخصيتها الفنية والحياتيه اي الانانية حيث ترفضها رفضاً قاطعاً بل دئبت على حيازة التواضع والثقافة الفنية والادبية واللياقة وحسن التعامل مع عامة الناس ومع المعجبين خاصة وهذا مما حدى بتصرفها ان يجعل لها جمهور واسع النطاق يتماشى مع فنها ومع اخبارها والحديث عنها من الفنون الصعبة ولا يمكن فصلها عن فنها بأعتبار الحالة واحدة من السمو الاخلاقي والتعبير الفني الرائع وانني قلت ما جال في خاطري وهي حقيقة واقعة عن هذه الفنانة واشد على يدها واقول الى الامام بكل ثقة وجدارة وانتِ موهلة لذلك راجياً قبول كل التحيات والاعجاب لشخصك الكريم من خلالك الى كل الاصدقاء في ارض المعمورة التي اهيم حباً فيها .
بقلم مصعب احمد